درس حق الله التوحيد والإخلاص |
مدخل القسط:
حق الله: التوحيد والإخلاص
الوضعية المشكلة:
كان خالد دائما يسرع في صلاته حينما يصلي بمفرده أو مع زملائه، لكن حينما يذهب
إلى المسجد يتباطأ في صلاته لكي يمدحه الناس ويرضى عليه والده، ولما سأله زملاؤه
على ذلك وبينوا له خطورة الرياء أجاب بأن ما يقوم به من العبادات إنما هي عادات
وتقاليد يومية لا يقصد بها نيل رضى الله، وإنما يقصد بها إرضاء والده الذي يجبره
على الصلاة وأنه لا يؤمن بوحدانية الله تعالى.
المواقف:
الموقف الأول: خالد يرى أن الهدف من العبادة هو نيل رضى الوالدين.
الموقف الثاني: زملاؤه يرون أن العبادة تكون لله تعالى وحده.
الإشكال:
هل تكون العبادة لوجه الله تعالى أم تكون لنيل رضى الناس والوالدين؟
الفرضيات:
توحيد الله تعالى وصرف العبادة والأعمال إليه واجب.
توحيد الله ليس واجبا، كما أنه ليس واجبا صرف العبادة والأعمال إليه.
النصوص الشرعية:
🔹قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾ سورة الإخلاص: الآية
1 _ 4
🔹وقال تعالى:﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ (5)﴾ سورة البينة: الآية، 5
🔹عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ
صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ. فَقَالَ: ﴿يَا مُعَاذُ!
أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ
قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى
الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَحَقُّ
الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ
بِهِ شَيْئاً....﴾
شرح الكلمات:
كفؤا: نظيرا وشبيها،
حق الله: ما أوجب الله من تكاليف على الناس،
أواب: راجع إلى الله بالتوبة،
حفيظ: لما استودعه الله من حقه
توثيق النصوص:
سورة الإخلاص | سورة البينة |
---|---|
نوعها: مكية عدد آياتها: 4 ترتيبها: 112 تقع بين سورة المسد وسورة الفلق موضوعها: تحدثت السورة عن صفات الله تعالى الواحد الأحد |
نوعها: مدنية عدد آياتها: 8 ترتيبها: 98 تقع بين سورة القدر وسورة الزلزلة موضوعها: تحدثت السورة عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وموضوع الإخلاص ومصير كل من السعداء والأشقياء في الآخرة |
مضامين النصوص:
صفات الله تعالى الواردة في سورة الإخلاص هي: الأحد، الصمد
أمر الله تعالى عباده في الآية 5 من سورة البينة بالإخلاص في العبادة
حق الله على عباده انطلاقا من الحديث هو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
المحور الأول: مفهوم التوحيد وأقسامه ومنزلته
مفهوم التوحيد:
لغة: من وحد يوحد بمعنى جعل الشيء واحدا غير متعدد
اصطلاحا: إفراد الله تعالى بما يخصه في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
قال الله تعالى (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه)
أقسام التوحيد:
توحيد الربوبية: افراد الله تعالى في أفعاله (كالخلق والتدبير...)
توحيد الألوهية: افراد الله تعالى في العبادة (الصلاة والصوم...)
توحيد الأسماء والصفات: إفراد الله تعالى في أسمائه وصفاته
منزلة التوحيد:
الأصل الأول والركن الأعظم الذي بني عليه الإسلام
هو الغاية من خلق البشر
هو أعظم مطلوب من المسلم
المحور الثاني: مفهوم الإخلاص وثمرته والعلاقة بينه وبين التوحيد
مفهوم الإخلاص:
لغة: من أخلص يخلص بمعنى نقى الشيء وصفاه
اصطلاحا: تصفية القلب وتنقيته مما سوى الله تعالى
قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ)
ثمرة الإخلاص:
قبول الأعمال: قال صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما
كان خالصا وابتغي به وجهه)
نيل الشفاعة: قال صلى الله عليه وسلم (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من
قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه)
الفوز بالجنة والنجاة من النار: قال صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم على
النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)
العلاقة بين التوحيد والإخلاص:
الإخلاص يحقق التوحيد
الإخلاص يرسخ التوحيد
الإخلاص يؤدي إلى التوحيد
تمحيص الفرضيات:
توحيد الله تعالى وصرف العبادة والأعمال إليه واجب. صحيح
توحيد الله ليس واجبا، كما أنه ليس واجبا صرف العبادة والأعمال إليه. خطأ