مدخل القسط: حق النفس: الحفظ والرعاية
الحصة الأولى
الوضعية المشكلة:
دار نقاش بين صديقيك سليمان وعمر حول حفظ النفس، قال سليمان: أنا شديد الحرص على ممارسة الرياضة ساعتين كل يوم، فالعقل السليم في الجسم السليم، قاطعه عمر قائلا: هذا خطأ فأنت تنهك نفسك وتلقي بها إلى التهلكة فقد قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) رد عليه سليمان: بل أنت المخطئ فالآية الكريمة نهتنا عن تناول المخدرات، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة الكرام على تعليم أولادهم الرياضة بمختلف أنواعها.المواقف:
سليمان: الرياضة لا تهلك النفس.
عمر: الرياضة تهلك النفس.
الإشكال: هل ممارسة الرياضة ساعتين في اليوم إلقاء بالنفس إلى التهلكة؟
الفرضيات:
الرياضة مفيدة للنفس والجسد.
ممارسة الرياضة أكثر من اللازم مضرة بالنفس والجسد.
النصوص الشرعية:
قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ سورة البقرة: الآية 285وقال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾ سورة الشمس: الآيات: 7 - 10
عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال سليمان رضي الله عنه لأبي الدرداء رضي الله عنه : إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (صَدَقَ سَلْمَانُ)
شرح الكلمات:
وسعها: طاقتها. كسبت: فعلت. سواها: خلقها في أحسن صورة. ألهمها فجورها وتقواها: هداها فسوقها واستقامتها. زكاها: رباها وطهرها. دساها: دنسها بالمعاصي. حقا: واجبا لحفظها ورعايتهامضامين النصوص:
ربط الله تعالى التكليف في الآية الأولى بالوسعطريق الفلاح في الآية 9 من سورة الشمس هو تزكية النفس
طريق الخسران في الآية 10 من سورة الشمس هو تدنيس النفس بالمعاصي
الحقوق الواردة في الحديث هي: حق الله وحق النفس وحق الأهل
الحصة الثانية
المحور الأول: مفهوم حفظ النفس ورعايتها
حفظ النفس: حمايتها وصيانتها من جميع المخاطر التي تلحق بها الضرر وتهدد سلامتها.رعاية النفس: تهذيبها وتنميتها بتوفير كل ما تحتاجه للحفاظ على قوتها ونشاطها.
قال الله تعالى (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
قال الله تعالى : (ولا تلقوا بأديكم إلى التهلكة)
المحور الثاني: أساليب وطرق حفظ ورعاية النفس
أساليب وطرق حفظ النفس:تحريم قتل النفس: قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )
عدم إهمال النفس وتعريضها للأذى: قال تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )
تحريم إلحاق الضرر بالنفس: قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )
عدم تحميل النفس مالا تطيق: قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
أساليب وطرق رعاية النفس:
الحرص على التغذية السليمة
ممارسة الرياضة
العناية بنظافتها والاهتمام بجمالها
الاهتمام بالتعلم وتطوير الذات
مراقبة النفس ومحاسبتها
تمحيص الفرضيات:
الرياضة مفيدة للنفس والجسد: صحيحممارسة الرياضة أكثر من اللازم مضرة بالنفس والجسد: خطأ